Posted by غريــــــب | | Posted On Monday, November 30, 2009 at 7:05 PM

قيل لي حكمة


اني قد واجهت مظلمة في جامعتي بيني و بين احد الدكاترة. فقدمت شكوى ارفع في تظلمي و اهانتي حيث اني اتُهمت بلا دليل و جرحت بلا سبب, وذهبت لاستشاري نفسي ليسعفني بتقرير يوضح مدى تأزمي و تأثري من هذه المادة و عدم استطاعتي على اكمالها. و قامت اللجنة برفض التقرير المقدم اليها الذي يبلغهم مدى تأزمي و الضرر النفسي الواقع علي, وبعدها احيل الموضوع لرئيس القسم الى ان قمت بمواجته فقال: انا اتفهم قضيتك و استاذك قد اتى و اعترف بخطأه و انا أؤيد المدرس على ان تكمل هذه المادة معه, مع ذلك اني قد فصلت له حالتي و شحرت له اعتادءه الكلامي, وقال بكل برود: انا اعتذر بالنيابة و لكني أؤيد المدرس.

فخرجت مقهورا غاضبا و ذهبت الى مكتب الدعاوي و الشكواي في الجامعة و لا زلت أأمل بانه هناك من يعرف الانصاف و الحق و لقائي معهم غدا رجايا الله التوفيق.

وقد اتيت الى منزلي حاملا قهري بين ضلوع صدري شاكيا بثي الى ربي. و الى ان وصل قلمي الى هنا تذكرت قصة سيدنا يعقوب حينما يرد على أبناؤه وهم يهدمون من عزمه على ان يلاقي ابنه سيدنا يوسف و قال : "قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ" (يوسف:86) و كأنه يقول اليكم عني فأنتم لا تعيشون مأساتي ولا تعلمون ما احس به من أمل و تفاؤل و حسن ظن بالله. #1

اذا شكا امره او سب محنته

قد يفقد المـرء بين الناس عـزته

و لا تشك الى خلق فتشمته

فكن كليث الشرى ما باع هيبته

و قد امتثلت في بيتين من الشعر كثيرا منا يعرفه ( تنام عيناك و عين المظلوم منتبه * يدعو عليك و عين الله لم تنمِ) فرد علي احد الاصدقاء و قال ان تنم مظلوما خيرا من أن تنم ظالما. فوقفت وقفه اتمعن ما يقول فوجدت بعض الايجابيه في كلامه, بان لو نمنا ظلاما لغضب الرب علينا ولو نمنا مظلومين لرأف الرب فينا و نصرنا. و لكن هل يتوجب ان نأخذها كقاعدة؟ أيما حينٌ نُظلم فيه نقول: ننام مظلومين خيرٌ من ان ننم ظلاَم؟ أم ان لا نصمت و نطالب بحقوقنا حتى آخر نفس فينا؟

فتساؤلاتي لها عدة اجوبة و لكن لا اعلم اذا كان الاصرار و المطالبة بالانصاف قد يهوينا الى قعر الذل و التشمت أو أن السكوت و تسليم الامر للرب و احتساب الاجر هو الحل الامثل, فهو بلا شك حل مثالي و لكن ما بال نصيبنا من الدنيا و حقوقنا؟ هل يجب ان نكون خلق ضعيف يصمت اذا لم يجد من ينصفه, ام نقاتل بشراسه لنسترجع حقوقنا سواء كانت مادية او معنوية؟

فما أراه هو المدوامة على القتال في استرجاع الحقوق بالاضافة الى ملازمة الدعاء و الرجاء بالرب على أن ينصرنا "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ" (النمل:62) فان الله يجيب العبد المضطر اذا دعاه. ونأمل جميعا ان يستجيب الله دعوانا و ينصرنا فانه لا ملجأ و لا منجى من الله الا اليه.

و مسك منها عظيم الضرر

اذا ارهقتك هموم الحياة

وضج فؤادك حتى انفجر

وذقت الامرين حتى بكيت

و أوشكت ان تسقط بين الحفر

و سدت بوجهك كل الدروب

و بث الشكاة الى رب البشر

فيمم الى الله في لهفة



****
مرجع

Posted by غريــــــب | | Posted On Sunday, November 1, 2009 at 12:54 AM


للافاعي عبادة




في القرون القديمة انتشترت الكثير من العبادات مثل عبادة الاصنام عند العرب و الروم و عبادة النار عند الفرس, و اليوم ارى العرب يعودون بعبادة حديثة في مجتمعنا. فهي منتشرة ببلدنا الكويت قديما و زادت حاضرا الى ان وصلت الى طلبتنا في امريكا.

لقد بات اتحاد طلبة امريكا هذه السنة منهمكا في جمع اصوات المستجدين و نسى دوره و وعوده و الشعارات التي كان يرفعها لينجز ما و عد به. فصار همه الاول و الاخير خدمة الطالب المستجد فقط.

و في الواقع لم اكن اعلم بهذا الامر, فانا ادرس بولاية كلورادو في مدينة بولدر التي لا يتجاوز عدد طلابها الكوتيون فوق الثلاثين طالب و طالبة. و لكن حينما بلغني العلم بأن سوف يأتي (ثلاثون) طالب ليدرسوا اللغة في بولدر, قد صعقني هذا الخبر و لم اكن اعلم بان بولدر عظيمة لهذا الحد.

الى ان أتوا هؤلاء الطلبة الى بولدر فجلست و تحدثت معهم كعادتي حينما يأتي اي مستجد نستضيفه و نسأله السؤال المعتاد, لماذا اخترت بولدر؟ فيقول: باني ذهبت الى ندوة الاتحاد و كلما سألت شخص نصحني بان اذهب اما لسان دييغو في كالفورنيا او لبولدر في كولورادو. و بعضهم من يجد غلاء المعيشة في كالفورنيا و ما له الا ان يختار بولدر. طبعا بما انه طالب مستجد لا يعرف ما يعني اتحاد و لا مصالح انتخابية فسوف يتبع نصائح الاتحاد كما يتبع الضرير عصاه.

و بما ان هنالك شرائح تمثل الاتحاد لهم صدح واضح في كولورادو وكالفورنيا فمن الافض ان يتم ( التكويش) على الطلبة المستجدين و سحبهم الى هاتين الولايتين, بالأحرى بولدر و سان دييغو. حيث يتم التمركز فيها و تكون القيادة تحت اشراف هؤلاء الرؤوس التي تضع للطلبة الشمس بيد و القمر بالاخرى ليكسبوا ودهم و صداقتهم. فالطالب عادةً لا يهتم بمبادئ القائمة و توجهها فانتمائه للقائمة يكون بالبداية بسبب الصحبة و من ثم شحنه بمبادئ القائمة التي ربما يكون قد نشأ ببيئة مناقضة للتك المبادئ. و لكن جهله و قلة وعيه و ووفائه لمن اعانوه في بداية غربته, لا تملي عليه سوى ان يقول له: صوتي لك.

و ما زادني حزنا هو اني قد قلت لثلاثه من اصدقائي ان يأتوا للدراسة في بولدر و لم اكن اعلم حينها بان هنالك ثلاثون ضحية اقصد طالب قد قدموا على هذه الجامعة. و حينما رأوا اصدقائي ما رأوا انصدموا, و ذهبوا الى معهد اللغة و اذا بلغ اجمالي الطلبة الكويتين ما يقارب الستين طالب و طالبة بالاضافة الى الطلبة القُداما. و عندما رأوا هذا الحشد الكويتي قالوا: هل سنعيد الثانوية من جديد؟ فاصبحت الفصول 90% من الكويتين (جان زين بس الحكومة تتعلم من اتحادنا استراتجية التكويت).

ربما عزيزي القارئ لا يدرك ما خطورة هذا العدد من الكوتيين في معهد اللغة, فالخطورة تكمن بان المعهد يصبح معقل كويتيين للتجمع و الجلسات. و هذا غير ان اغلبهم يسكنون بسكن واحد يعني (الدراسة الله بالخير). فاذا ذهب الطالب الى المعهد فزملائه بالفصل كوتيين واذا انتهى الدوام الى ان يخرج و يركب الباص فكل من معه كويتون, و اذا وصل المجمع السكني كانوا جيرانه كويتيون. فهل سيجد الطالب فرصة لممارسة اللغة الانجليزية التي جاء من اجل ان يتعلمها؟ و كيف سيتجهد بالجامعة اذا لم يتأسس عليها تأسيسا صحيحا, و ان استطاع ان يدخلها فهذا اكبر انجاز بحد ذاته.

ان سفارة الكويت قد اعترفت بما يقارب بخمسمائة جامعة او اكثر على مستوى خمسون ولاية, و اتحادنا الحريص اصر فقط على ان يكوت كولورادو و كالفورنيا. و لقد سئلت احد الطلبة عن اذا فكر بجامعة اخرى في بداية الامر فقال: انا اردت ان اذهب الى كانساس و لكنهم قالو لي: بأنها صحراء قاحلة. فقلت له: (صحراء!! يعني بر المطلاع يطلع سويسرا عليها!) رغم ان بها مدن راقية و جامعات ممتازة و عدد معقول من الكويتين. فما كان ناتج هذا المكر الا الاستخفاف بعقول الطلبة المستجدين, فهم ما تركوا بيوتهم و اهاليهم و تغربوا الا للتعلم, لا لاجل اصوات انتخابية هدفها الاستحواذ على تلك المناصب التى صار يعبدون مركزها و يجهلون غايتها بل يتجاهلونها, فهم يعرفون تمام المعرفة ما هي اهداف و غيات الاتحاد, و لو لم يعرفهو لما رفعوا شعاراتهم المزيفة في تلك الانتخابات. و ربما فرصة اتحادنا هذه السنة للفوز اوشكت على ان تحسم بفضل بعض الاعيب التي لو ذكرتها لفتحت مدونة اخرى تحكي عن خبايا كواليسهم. و لكن ههيات يا بني ليبرال, فان كانت حظوظكم هي الاقرب للفوز فوالله ان حظوظكم من عقاب ربكم اقرب و اعظم

Posted by غريــــــب | | Posted On Friday, October 23, 2009 at 10:16 PM

مــــعــشوقيــــــات

(نظرة أم عفة)




ان اجمل ما يسعد به الانسان في هذه الدنيا هو رضاء الله عليه. فان ظفر برضا ربه فقد فاز فوزا عظيما. و في واقع الامر هناك من يطمح برضاء الناس و تكاد ان تتدمر نفسه اذا لم يحضُ برضائهم. و ان اكثر الناس هلاكا هم من غرقوا في بحور العشق و الهيام. فكل عاشق يستهوي عشق معشوقته الى حد القداسة و يبيع الدنيا و ما فيها طامحا برضاء من يعشق. فالعاشق مبتلي و ابتلاءه أليم, فما السبب الذي يدفع العاشق الى ما يعصف وجادنه من هولٍ فضيع؟

اعجبني تحليل ابن القيم في تحليله لمناظرة العين و القلب حينما يقول القلب للعين: انت التي سُقتني الى موارد الهلكات, و اوقعتني في الحسرات بمتابعتك اللحظات, و طلبت الشفاء من الحدق. فاظيف انا رد العين للقلب فتقول: انت الذي صررت على دفعي لمدوامة النظر حتى تشفي سقمك و ما هو الا سمٌ يزيدك مرضا.

فهذه هي بلية العاشق فأول ما يقوده الى تيار الحب هي تلك النظرة التي ربما تهوي بصاحبه الى جرفٌ لا نجاة بعده. و قال الله تعالى ( قل للمؤنين ان يغضوا من ابصارهم و يحفظون فروجهم.... و قل للمؤنات يغضنن من ابصارهم و يحفظن فروجهم) الى آخر الآية. فمن قَدِر على غض بصره فقد نجى من ذلك الهلاك, و من لم يصبر فاتبع هواه, فما عليه الا ان يستعفف في حبه ولا تقوده نفسه الا ما حرَم الله. فالحلال يعرف طريقه الصالحون.

العين و ما ادراك ما العين فهي المنفذ الاول و الحاسة الاولى من حواسنا التي تقودنا الى ابواب الشهوات. فللعين فلسفة خبيثة اذا رغبت بالحرام, و دافع هذه الفلسفة هو القلب. فالعين اذا رأت تطمح بالاستمرار بالرأوية لفترة محدودة و لا تجرأ على فعل اكبر من النظر, الي حين ان يأتي مؤلف الفلسفة الخبيثة ليدفع العين لنظرة اقرب. فان استمرت تلك النظرة يبدأ القلب بالاتصال بالحاسة الثانية الا و هي اللسان ليعبر اعجابه بمن يرى فيكلم ما هوت العين. و هكذا يبدأ القلب يستدرج الحواس الخمس ليأخذ كل منهم نصيبه من لذة النظر و الكلام و السمع و وبقيتهم داخل محتوى محظور شرعا. فيكاد الشيطان يرفع رايات النصر لانه هوى بعبد الله الى حفر الحرام. كفانا الله شر الفتن.

و قال عليه الصلاة و السلام: (النظرةُ الى المرأة سهمٌ مسموم من سهام ابليس, فمن تركه خوف الله عزَ وجل أثابه الله ايماناً يجد حلاوته في قلبه). أعاننا الله على غضِ ابصارنا. فعلا فأن النظرة هي بمثابة السم الذي اذا تخلل القلب بث سمه في اوردة الجسد الى ان يسقم الجسد و يهلك. فهذا النوع من الهلاك لا يزيد المرء الا بعدا عن الله و لا يجد حوله من يسعفه في سقمه.

وفي قصة من قصص التاريخ التي تتغنى مفاهيمها بمعاني العفة و الصبر على ما ابتلوا به, و يتلو علينا الاصمعي تلك الحادثة.

قال الاصمعي: قيل لأعرابي: وقد زوًجت عشيقته من ابن عمًها و اهلها على اهدائه اليه: أيسرك أن تظفر بها الليلة؟ قال: نعم و الذي أمتعني بها و أشقاني بطلبها, قيل: فما كنت صانعا؟ قال: كنت اطيع الحب في لثمها, و اعصي الشيطان في اثمها, و لا افسد عشق عشر سنين بما يبقى عارهُ, و تنشر بالقبيح اخبارهُ, في ساعة تنفذ لذتها و تبقى تبعَتُها, اني اذا للئيم, لم يغذني أصلٌ كريم.

فالحب و الهوى ليس بحرام, و لكن سياق مفهومه بما حرم الله يصبح حراما. فهذا الاعرابي قد دفن هذا الحب في جروح قلبه و لم يتجرأ ويفعل ما يتجرأ به الفاسدون من العشاق من غزلٍ و لمَمَ, هداهم الله. و لكنه خشي ان يلحق نفسه و نفسها العار و فضل ان يكون حبه طاهرا الى ان يفرج الله كربه.

واختم مقالي في بيتين كان سفيان الثوري كثيرا ما يتمثل بهما:

تفنى اللذاذةُ ممن نال صفوتها *** من الحرام و يبقى الوِزرُ و العارُ

تبقى عواقب سوءٍ في مغبتها *** لا خير في لذةٍ من بعدها النــــــار

Posted by غريــــــب | | Posted On Wednesday, October 14, 2009 at 11:41 PM

من انت حتى تتكبر؟

بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (ألم يك نطفة من مًنِيِّ يُمنَى) القيامة / 37. عرف العرب قديما بتمسكهم بأصالتهم العربية و نسبهم الذي يتفاخرون به أمام غيرهم من القبائل. فلولا الاسلام لاستمد صراع القبائل يفرض شرف انسابهم على بعضهم البعض. فما جاء الاسلام الا ليمزق هذه الفوارق و يساوي بين الطبقات و ينير تلك العقول المظلمة, الى ان آمنت الامة بنبينا محمد عليه افضل الصلاة و التسليم فتلاشت تلك الطبقات. و اليوم نرى بقايا هذه الخصل الجاهلية في مجتمعتنا التي لا اعرف الي اين ستقودنا. فمنا من يطعن بانساب غيره و يفضل حسبه على حَسَب غيره, بل و كأنه نسبه شرفه الله في القرآن او اكرمه النبي في السنة. ففي بعض المجالس التي اتردد اليها ارى الاحترام يكون في قمته بين الرجال, و في حين اذا غاب رجلٌ منهم تكلموا عن نسبه و حسبه وأصالته. فبالله يا ذو النسب الشريف خبرني كيف فضلت نسبك على نسبه؟ فان غفر الله له و لم يغفر لك في يوم لا ظلٍ الا ظله هل سينفعك نسبك؟ و قال الله تعالى: (ان اكرمكم عند الله اتقاكم) الحجرات / 13. ولم يقل ان اكرمكم اهو اشرف نسبا!

فعن النبي صلى الله عليه وسلم لم قال: ( أربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركوهن : الفخر بالاحساب و الطعن بالانساب و الاستسقاء بالنجوم و النياحة) راوه مسلم. و البعض يقول انا لا اطعن بنسب غيري و لكن حقي ان افتخر بنسبي, هل سئلت نفسك و ما هم الناس بنسبك؟ فان كنت شريف النسب فقد اكرمك الله لتحمده عليه لا لتتفاخر به امام الناس و ان كنت لا تطعن, فانك و بتافخرك بنسبك قد تزرع الانفة لديك حتى ينبت بداخلك الكبر و تأخذك الحمية بنفسك فيراك الناس متكبرا مغرورا و العياذ بالله. فعن النبي عليه الصلاة و السلام قال: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) اخرجه مسلم.

فاحب ان اسلط الضوء قليلا على مجتمعنا الكويتي و بالخاصة فئة ( عيال بطنها) البعض منهم و اشدد على كلمة البعض, الذين حسبوا انهم شعب الله المختار و انهم هم وحدهم ذو الاصالة العريقة التي تتحلى بعبق النسب و التراث الاصيل. و اما غيرهم الذين يلقبون بال(حبربش) هم مرتزقة هذا الشعب و كأنهم قد اتوا من مخلافات الطرق و الارصفة. استغفرالله العظيم. فمثلما لديك النسب و الاصاله و التاريخ فغيرك عنده ذلك, و الكويت ليست ارضا انزلت من الجنة لتتفاخر على غيرك بأنك من سكانها القُدم. فكلنا نفخر باصالتها وتراثها ولا نفرق بين سكانهم جديدي العهد و قديمي العهد. وان جعل الله لك شأن و أصالة فليس بعيدا عنه أن ياخذها منك ويهينك كما تهين غيرك.

فنسوا ان النبي عليه الصلاة و السلام آخى بين عبدالرحمن بن عوف و بين سعد بن ربيع في المدينة و آخى عليه الصلاة و السلام بين سلمان و ابي الدرداء و بين بلال و ابي عبيدة الجراح. و في غزوة الخندق حينما قالوا الانصار: سلمان منا. فقال الرسول عليه الصلاة و السلام: سلمان منا آل البيت. فهل هناك اشرف من ان تكون من ال البيت, انظروا كيف كانوا يتآخون فيما بينهم و لم يبثوا فوارق العِرق حتى لا يكون سما في محبتهم و وحدتهم.

فما اجمل ان يكون التواضع كنز قلوبنا و لباس يشرفنا من الداخل و يعزنا من الخارج. و ان نقابل اخواننا من كل الاطياف و الجنسيات كما نقابل اخواننا من صلب ابينا. فكلنا اخوة بالاسلام و اخوة في الله. فوالله لو حرقنا شحنات الكبر و لو كانت ذرة, لصفت قلوبنا و نقت هواجسنا. فما اجملها من ساعدة ان يعيش المرء صافي القلب و لا يكن كره و لا بغض لاخيه و يتصافى مع الناس و يسامح. فلو اقلعنا خصل الجاهلية لصنعنا شعبا من اخير شعوب الله. و لنتمعن قول الله عز وجل (الم يك نطفة) فمن انت يا بني آدم حتى تتكبر.

فتعالوا نتامل قول العابد الزاهد, حينما اتى احد ابناء المهلب بحشده و فخامة موكبه و قال للعابد: افسح الطريق, فقال العابد: لمَ افسحه؟ فقال الا تعرفني؟ قال : اعرفك حق المعرفة, انت اولك نطفةُ قذرة و آخرك جيفةُ نتنة و انت بين ذلك تحمل العذرة. فنكس ابن المهلب رأسه و مشى. و بعد كل هذا الا يستوجب انت تستحقر نفسك حينما تتعالى على غيرك؟

و خذ مثلا للتواضع, فقد سئل الحسن البصري عن التواضع فقال: ان تخرج من بيتك فلا تلقى احدا الا رأيت له فضلٌ عليك. و من تواضع لله رفعه فهنالك المئات من القصص و الحكم و الايات و الاحاديث تحث على التواضع فليكن التواضع اول خلقنا و اسمى غايتنا لنلم شمل امتنا المفكك و ننعم بمجتمع متلاحم و بعد اذنٍ يحق لنا ان نفخر باخوة في الله.

Posted by غريــــــب | | Posted On Sunday, September 27, 2009 at 9:57 PM


عرش من حصير

سجين مملكتي و الدياجي غضبُ ***و القلاع كتاباتي و القضــــبان لـــــــــهـبُ
تحملني الغراب بعصفها ساعـةً ***و ســاعةً بعصفي اقـــــودها ســـــــــــربُ
اين الملتقى؟ فكلما انتهيت مــن *** شـرق صارت بـدايتــــي غـــــــــــــــــربُ
حرقت عرشي منتـصرا علـــى*** شـــــجنِ مـــــنهزماً منه مضــــطــــــربُ
هَممتُ ببقايا حريقي اشكـــــــيها ***و اذا وجـــه الرمـــادَ مــثلي مكتــــئــــــبُ
لملمتني جدراني بالضيق لوعـة ***حتى صـــرت بين شـــــقوقها احـــــــــبُ
غارت عليا اطــــــياف الارض*** فلم يعتقني منـها عجمٌ و لا عــــــــــــربُ
حايلوا حنــايا مملـــــــكتي وهل***لي حيلةٌ غير صببــــــاتي اصـــــــــــــبُ
ملكٌ ارخـت احـــــزانه كتـــــبا***و افراحه دونتهـــــــا حاشـية الكــتــــــــبُ
و شــراهة أوراقي قد انــــحلت ***كـــــــتبي لتأكل فيـــــــنـي التعــــــــــــــبُ
انوح في قلعتي و تحفي عنــــي***تــنزوي ومـــــرآتي منـــــي تــــــنـــــدبُ
ناظَرت الوان عــينيَ فقَصَـــت*** قصــة الوان الشــمــــس حين تــغـــــــربُ
و فنا من بالدنيـــا يؤنســــــــني*** الا ثرى مقبرتي تنادمنـــي و تلــعــــــــــبُ
كم لي احبــــاب بالدنيـــا باعـ ***وني بــيعة الريــاح للرمـــــال الكثــــــــــبُ
لا تغرنك حياة الملك فـــــــأنا ***اليوم حـطابـــا بجـذع هـــامتي احطــــــــبُ
في يومٍ كان فراشي الحـــرير ***ووسادتي تشـــع العســــجد و الذهـــــــــبُ
و طعامي الطاووس والظبيُ ***و مدفأتي وقودها الدراهم لا الحــطـــــــــبُ
و اليوم داري ابنيها ببثــــــي ***فالحصير مضطــجعي و الوسادةَ قصــــــبُ
ومعاشي التقوى والقناعةُ تشـ*** بعني و انكساري للربُ عزةٌ تنتحـــــــــــبُ
تهلكني الذنوب حين احصدها ***غارس المعاصي فـــيا عـــظم الذنـــــــــبُ
اطلب المـغفرة وهل لي طلبُ ***وقودي الخطايا و الاحــــشاء تلتهــــــــــبُ
الغني فقـــير و الفقـــير غنـــيٌ ***أتحسب المال و هو بالاجـــر يحتــــــسـبُ
ما من نعمة انعمها لك و لـــــه*** الا ان شـــاءها لك الوهـــاب فيــــــهـــبُ
وكن شكـــــــورا لي ذي المـــنة ***و ترقب قصور الجنـــة من ذهــــــــــــبُ
ولا تســـخط بالقــــهار نعـــــمةً ***فــــــكثــيرٌ ما كانـــوا لجـــهـنم حطــــــبُ
وتـــــجمل بالشكر فلــــيزيدنك*** مــنه بـــــــل اكــــثر و ان كـَـــــثر الاربُ
و قـــــل الرزاق الكــريم ربي***من قــــال ادعـــــونــي لـكـــم اسـتجــــــبُ