Posted by غريــــــب | | Posted On Sunday, November 1, 2009 at 12:54 AM


للافاعي عبادة




في القرون القديمة انتشترت الكثير من العبادات مثل عبادة الاصنام عند العرب و الروم و عبادة النار عند الفرس, و اليوم ارى العرب يعودون بعبادة حديثة في مجتمعنا. فهي منتشرة ببلدنا الكويت قديما و زادت حاضرا الى ان وصلت الى طلبتنا في امريكا.

لقد بات اتحاد طلبة امريكا هذه السنة منهمكا في جمع اصوات المستجدين و نسى دوره و وعوده و الشعارات التي كان يرفعها لينجز ما و عد به. فصار همه الاول و الاخير خدمة الطالب المستجد فقط.

و في الواقع لم اكن اعلم بهذا الامر, فانا ادرس بولاية كلورادو في مدينة بولدر التي لا يتجاوز عدد طلابها الكوتيون فوق الثلاثين طالب و طالبة. و لكن حينما بلغني العلم بأن سوف يأتي (ثلاثون) طالب ليدرسوا اللغة في بولدر, قد صعقني هذا الخبر و لم اكن اعلم بان بولدر عظيمة لهذا الحد.

الى ان أتوا هؤلاء الطلبة الى بولدر فجلست و تحدثت معهم كعادتي حينما يأتي اي مستجد نستضيفه و نسأله السؤال المعتاد, لماذا اخترت بولدر؟ فيقول: باني ذهبت الى ندوة الاتحاد و كلما سألت شخص نصحني بان اذهب اما لسان دييغو في كالفورنيا او لبولدر في كولورادو. و بعضهم من يجد غلاء المعيشة في كالفورنيا و ما له الا ان يختار بولدر. طبعا بما انه طالب مستجد لا يعرف ما يعني اتحاد و لا مصالح انتخابية فسوف يتبع نصائح الاتحاد كما يتبع الضرير عصاه.

و بما ان هنالك شرائح تمثل الاتحاد لهم صدح واضح في كولورادو وكالفورنيا فمن الافض ان يتم ( التكويش) على الطلبة المستجدين و سحبهم الى هاتين الولايتين, بالأحرى بولدر و سان دييغو. حيث يتم التمركز فيها و تكون القيادة تحت اشراف هؤلاء الرؤوس التي تضع للطلبة الشمس بيد و القمر بالاخرى ليكسبوا ودهم و صداقتهم. فالطالب عادةً لا يهتم بمبادئ القائمة و توجهها فانتمائه للقائمة يكون بالبداية بسبب الصحبة و من ثم شحنه بمبادئ القائمة التي ربما يكون قد نشأ ببيئة مناقضة للتك المبادئ. و لكن جهله و قلة وعيه و ووفائه لمن اعانوه في بداية غربته, لا تملي عليه سوى ان يقول له: صوتي لك.

و ما زادني حزنا هو اني قد قلت لثلاثه من اصدقائي ان يأتوا للدراسة في بولدر و لم اكن اعلم حينها بان هنالك ثلاثون ضحية اقصد طالب قد قدموا على هذه الجامعة. و حينما رأوا اصدقائي ما رأوا انصدموا, و ذهبوا الى معهد اللغة و اذا بلغ اجمالي الطلبة الكويتين ما يقارب الستين طالب و طالبة بالاضافة الى الطلبة القُداما. و عندما رأوا هذا الحشد الكويتي قالوا: هل سنعيد الثانوية من جديد؟ فاصبحت الفصول 90% من الكويتين (جان زين بس الحكومة تتعلم من اتحادنا استراتجية التكويت).

ربما عزيزي القارئ لا يدرك ما خطورة هذا العدد من الكوتيين في معهد اللغة, فالخطورة تكمن بان المعهد يصبح معقل كويتيين للتجمع و الجلسات. و هذا غير ان اغلبهم يسكنون بسكن واحد يعني (الدراسة الله بالخير). فاذا ذهب الطالب الى المعهد فزملائه بالفصل كوتيين واذا انتهى الدوام الى ان يخرج و يركب الباص فكل من معه كويتون, و اذا وصل المجمع السكني كانوا جيرانه كويتيون. فهل سيجد الطالب فرصة لممارسة اللغة الانجليزية التي جاء من اجل ان يتعلمها؟ و كيف سيتجهد بالجامعة اذا لم يتأسس عليها تأسيسا صحيحا, و ان استطاع ان يدخلها فهذا اكبر انجاز بحد ذاته.

ان سفارة الكويت قد اعترفت بما يقارب بخمسمائة جامعة او اكثر على مستوى خمسون ولاية, و اتحادنا الحريص اصر فقط على ان يكوت كولورادو و كالفورنيا. و لقد سئلت احد الطلبة عن اذا فكر بجامعة اخرى في بداية الامر فقال: انا اردت ان اذهب الى كانساس و لكنهم قالو لي: بأنها صحراء قاحلة. فقلت له: (صحراء!! يعني بر المطلاع يطلع سويسرا عليها!) رغم ان بها مدن راقية و جامعات ممتازة و عدد معقول من الكويتين. فما كان ناتج هذا المكر الا الاستخفاف بعقول الطلبة المستجدين, فهم ما تركوا بيوتهم و اهاليهم و تغربوا الا للتعلم, لا لاجل اصوات انتخابية هدفها الاستحواذ على تلك المناصب التى صار يعبدون مركزها و يجهلون غايتها بل يتجاهلونها, فهم يعرفون تمام المعرفة ما هي اهداف و غيات الاتحاد, و لو لم يعرفهو لما رفعوا شعاراتهم المزيفة في تلك الانتخابات. و ربما فرصة اتحادنا هذه السنة للفوز اوشكت على ان تحسم بفضل بعض الاعيب التي لو ذكرتها لفتحت مدونة اخرى تحكي عن خبايا كواليسهم. و لكن ههيات يا بني ليبرال, فان كانت حظوظكم هي الاقرب للفوز فوالله ان حظوظكم من عقاب ربكم اقرب و اعظم

Comments:

There are 17 comments for

Post a Comment